العم جون شمعون حنا الصباغ من ابناء بلدة برطلة والذي يعمل كمصلح للمدافئ النفطية في محله البسيط والمتواضع في داخل سوق مركز ناحية برطلة استأجر دكانا بجانب ورشة عمله ليحفظ بها اغلب القطع التراثية الخاصة بسهل نينوى.

ناحية برطلة من المناطق السريانية الاثرية والتي تعرضت على مر العصور والجيوش للكثير من الدمار والخراب حالها كحال باقي مناطق العراق ولكن ما يميزها هو وجود اشخاص مثل العم جون الذين يهمهم الحفاظ على تراث البرطلي خاصة وتراث سهل نينوى بشكل عام من الضياع, لذا نراهم هو و من يشاطروه مثل هكذا اهتمامات و هوايات وبشكل عفوي بدون تخطيط او نوايا لاستثمار هذه الهواية نجدهم قد حفظوا الكثير من التاريخ بين جدران العم جون…
يقول العم جون بانه ورث مهنة تصليح وصيانة المدافئ النفطية عن ابيه وهو يعمل في هذه المهنة منذ التسعينات وفي الصيف يتجه العم جون الى تصليح المبردات الهوائية وايضا لحام خزانات المياه ما يهم ان لا اتوقف عن العمل والانتاج, وان هذا عمله لن يتوقف او ينقطع لأننا متعاونون كل منا يعين الاخر ( وهنا يقصد نسيج مكونات المجتمع البرطلي المتكون من المسيحيين بالدرجة الاولى والشبك والتركمان من المسلمين ) ويضيف العم جون بانه لم يرى منهم أي اذى او تعدي من اي مكون من هذه المكونات على مكون آخر وان جميع مكونات سهل نينوى هم أناس مسالمين و محبين للجميع.
يتحدث العم جون عن ما يجول في خاطره بشكل عفوي وصادق فهو لا يكن للشبكي والتركماني المسلم سوا الحب والاحترام ولا يهتم للصراعات السياسية.
بدأت فكرة المتحف عنده من خلال هواية الجمع حيث بدء الامر عنده بجمع الطوابع البريدية ومن ثم بدء بجمع الحكم والاقوال المأثورة والامثال الشعبية باللغتين السريانية و العربية وتدوينها لحفظها من النسيان وهكذا شيئا فشيئا تطور جمعه ليشمل التحفيات القديمة والتي كانوا يستخدمونها آبائه واجداده و من ثم تطوت آلية جمعه لتشمل كل سهل نينوى, ومنذ بداية عمله في مهنة تصليح المدافئ كان يريد ان يفتتح متحف يجمع فيها كل تراثيات سهل نينوى وخطط لان يكون هذا المتحف بالقرب من مكان عمل وأخذ مهمة جمع هذه التراثيات على عاتقه كونه مدركا انه لا توجد أي جهة بهذا الكنز والارث الحضاري.
ولدا العم جون الكثير من القطع الاثرية التي لم تعد تنتج او قل ما يوجد من يمتلكها او حافظ عليها بهذا الشكل, ويقول العم جون في هذا الخصوص بأنه بعض من هذه القطع يجلبها الناس لي بعد ان يروا الجهد الذي ابذله في سبيل احياء تراثنا, وانه يأمل ان يتم افتتاح متحف رسمي لبرطلة وتراثها وان محاولاته بسيطة و فردية وهي تقتصر على مستوى علاقاته ليست مثل امكانيات الجهات والمؤسسات الحكومية والغير حكومية حفاظا لهذا التاريخ من الضياع.

اترك رد