رياض الحمداني

بحسب الروايات التاريخية يعود تاريخ الموصل إلى عام 1080 ق.م، عندما اتَّخذ الآشوريون مدينة نينوى عاصمةً لهم، وتعاقبت عليها حضاراتٌ عدة أبرزها الاشورية والإسلامية، ثم تعاقب على حكمها (الامويون، العباسيون، الحمدانيون، العقيليون، السلاجقة، الاتابكة، التركمان والعثمانيون) مراحل تاريخية عدة صقلت للموصل حضارتها وهويتها وثقافتها.

كانت الموصل هدفاً على مدار التاريخ للطامعين فيها والراغبين في الانتقام منها، فتداعت عليها النكبات على حُقبٍ متباعدة، أبرزها هجوم نادر شاه عليها في القرن السابع عشر وحصاره لها، ثم هجوم الجيش الصفوي على المدينة والمجاعة التي حلت بها في الحرب العالمية والاحتلال الانكليزي لها.

تربعت المدينة على ضفاف دجلة لترسم بهدوئها وسحر طبيعتها لوحةً علقت في ذهن سكانها وزائريها، وبلهجتها المعروفة المختلفة عن لهجات العراق يتواصلُ اهلها فيما بينهم مفتخرين بإنتمائهم وعودتهم الى جذور هذه الارض.

ما يميز الموصل عن بقية مدن العراق انها مدينة حضارية، حيث جمعت ما بين المدنية والعمق التاريخي وان اي من يدخلها زائراً نجده ينصهر بطبيعة الموصل نتيجة عمقها التاريخي والحضاري الذي يؤثر على السكان القادمين لها.

في عام 2013 وفي مشهدٍ يناقض هدوء المدينة وسكينتها المعروف ضجت ساحةُ الاحرار بهتافات ٍ مطالبة بإسقاط حكومة المالكي احتجاجاً على سياساته التي كانت تأخذ طابع طائفي ضد المدينة، وفي ذلك الوقت كان من يتربص للمدينة للنيل منها ومن سكانها انه تنظيم (داعش)، حيث بدأت انظار التنظيم تتجه الى الموصل نتيجة الاوضاع المتوترة آن ذاك في ساحة الاحرار التي مهدت الاجواء المناسبة حيث مثلت فرصةً سهلة لإختراقها من قبل التنظيم.

لم تستند الحكومة العراقية الى اي استتراجية علمية او سياسية او اجتماعيةٍ في التعامل مع الموصل سوى الاهمال والتهميش والإقصاء فدفع الموصليون والعراق ثمن تلك السياسات.

اكتسبت الموصل بالنسبة لتنظيم داعش اهمية كبيرة، وذلك لما تمثله من موقع استراتيجي لقربها من سوريا التي كان متمدداً فيها، اضافةً لما تحويه المدينة من موارد طبيعية ومادية وبشرية يضاف لها البعد التاريخي للمدينة.

في اوائل عام 2015 شكلت لجنة برلمانيةٌ لتحديد المتورطين في سقوط الموصل وخلصت في تقريرها الى توجيهها اتهاماتٍ لـ(36) شخصأ على رأسهم رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي كونه لم يكن يمتلك تصوراً دقيقأ عن خطورة الوضع الامني في نينوى وكان يعتمد في تقييمه على تقارير مظللة ترفعها القيادات العسكرية والامنية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لم يستدعي القضاء اياً من المتهمين، وفي هذا الوقت كان التنظيم يمارس جرائمه بحق المدينة واهلها من قتلٍ وسبي وحرق وتفجير واعتقالات طالت الكثير من ابنائها الذين بقي مصيرهم مجهول الى اليوم. وفي 17 أكتوبر 2016، أعلن عن بداية العملية الحربية رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي وكانت العملية تهدف إلى إنهاء وجود تنظيم داعش في المدينة وإعادة المدينة إلى الإدارة العراقية، وفي يوم 1 تموز يوليو تمكنت القوات العراقية من الوصول إلى بقايا جامع النوري ومنارته الحدباء، وأعلن رئيس الوزراء العراقي السابق  حيدر العبادي عن انتهاء “دويلة باطل الداعشية” ومهدداً عناصر التنظيم بملاحقة آخر واحد منهم، ولقد تمت السيطرة على مدينة الموصل من قبل الجيش العراقي، وحسب البيان المشترك الذي أذيع حال إعلان النصر وتحرير الموصل في 10 تموز 2017 فقد شارك في المعارك حوالي 60 ألف من القوات الأمن

By admin

اترك رد