بقلم عماد قصي

تُعد الأقلية الشبكية من أكثر المكونات القومية في العراق تمسكًا بتقاليدها وأرضها، حيث تتميز بتاريخ عريق وعمق ثقافي متأصل في منطقة سهل نينوى. يمتاز أبناء الشبك بروح التسامح والانفتاح، مما سمح لهم بتكوين علاقات وطيدة مع المكونات الأخرى في المنطقة، بما في ذلك الأقليات الدينية كالمسيحيين والإيزيديين. هذه العلاقات تعكس تماسكًا اجتماعيًا قويًا، حيث يسعى الشبك دائمًا إلى الحفاظ على السلام والوئام مع جيرانهم، إيمانًا منهم بأن التفاهم والتعايش السلمي هما السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

الشبك ليسوا مجرد أقلية قومية أو عرقية فحسب، بل يُعدون جزءًا حيويًا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في سهل نينوى. لقد أسهمت هذه الأقلية القومية بفاعلية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مختلف المكونات، حيث يدرك أبناء الشبك أن النمو الاقتصادي يتطلب تعاونا وثيقا مع الجميع. هذا الإدراك تجلى في مبادرات عديدة لتعزيز الأنشطة الاقتصادية المشتركة، والتي أسهمت بدورها في توطيد العلاقات الاجتماعية وتحقيق نوع من التكامل الاقتصادي بين مكونات المنطقة المختلفة.

ولعل من أهم ما يميز الشبك هو موقعهم الجغرافي في سهل نينوى، الذي يعتبر نقطة التقاء استراتيجية تربط بين محافظات رئيسية مثل أربيل والموصل ودهوك وكركوك. هذه المنطقة ليست مجرد نقطة عبور، بل هي مركز اقتصادي حيوي قادر على لعب دور محوري في تعزيز الاقتصاد الوطني. توفر المنطقة فرصًا واسعة للاستثمار في الزراعة والصناعة والتجارة، مما يجعلها منطقة جذب للاستثمارات المحلية والدولية.

في هذا السياق، يلعب الشبك دورًا محوريًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في سهل نينوى، من خلال استثمار موقعهم الاستراتيجي وعلاقاتهم الجيدة مع مختلف المكونات. يبرز أبناء الشبك كقادة في تشجيع مبادرات التعايش السلمي، وهو ما أسهم في خلق بيئة مواتية للاستثمار والتطوير. كما أن التزامهم بالسلام والتفاهم يعزز من فرص نجاح المشاريع الاقتصادية، ويخلق مناخًا من الاستقرار الذي تحتاجه المنطقة للنهوض.

تتجلى قوة الشبك أيضًا في قدرتهم على الحفاظ على هويتهم الثقافية والقومية في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة. فرغم التحديات التي تعترض طريقهم، يواصل الشبك العمل من أجل مستقبل أفضل، مستعينين بروحهم الجماعية وقدرتهم على التكيف مع المتغيرات. إن إصرارهم على البقاء والتطور يعكس قوة إرادة تسعى لتحقيق مستقبل مزدهر لسهل نينوى، يمكن أن يستفيد منه جميع مكوناته.

هذا الالتزام من قبل الشبك ليس مجرد كلمات، بل هو واقع ملموس يتجلى في مشاركتهم النشطة في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في سهل نينوى. من خلال هذه الجهود، يسعى الشبك إلى تحقيق رؤية مشتركة للمستقبل، رؤية تقوم على أساس التعاون والتعايش السلمي والتنمية المستدامة.

By admin

اترك رد