و هو دير يقع على الضفة اليمنى من نهر دجلة جنوب الموصل داخل معسكر الغزلاني (سابقاً).


أسسه الراهب ايليا الحيري بين عامي 582م- 590م نهاية القرن السادس الميلادي والذي جاء من مدينة الحيرة وترك كل مايملكه ورحل من مدينته للتنسك حيث قصد نصيبين ثم بنى ديره هذا بعد ذلك. والدير مشيد من الحجر والجص والكلس وعلى مساحة 27000 قدم مربع، وكان يحوي على 27 غرفة بما فيها المذبح وبيت الصلاة و السقف الذي تساقط على مر السنين، حيث وقف دير القديس إيليا شامخاً بالقرب من مدينة الموصل لمدة 1400 عام.


يتبع الدير لرهبنة الكنيسة الكلدانية ، أطلقت عليه ( 4 تسميات ) : ( دير إيليا الحيري، دير سعيد نسبة الى ‏سعيد بن عبدالملك بن مروان – والي الموصل) الذي جدد بنائه عام 708م بعد شفائه من المرض نتيجة شربه من ماء بئره الذي وصف لعلاج مرض ابو الصفار، حيث استقطب الدير الكثير من ابناء الموصل من مسيحيين ومسلمين وكتب عن هذا الدير العديد من الشعراء والمؤرخين والرحالة، أصبح الدير مكانًا مهمًا جدًا لتاريخ الكنيسة في العراق.


عام 1657م جرت اعمال توسيع وترميم كبيرة للدير وكثرت فيه النقوش وسمي بالدير المنقوش. كانت الجدران تحوي الكثير من الزخارف والنقوش والأحرف والرموز المسيحية المنفذة على الحجر والفرش والرخام الموصلي.


فقدت كل هذه النقوش ودمر وحرق وسرق الدير سنة 1743م على يد القائد الفارسي نادر شاه أفشار / نادر قـُلي بگ أو “طهْماسـْپ قلي خان” إبان حصاره الشهير الذي ضربه على مدينة الموصل فاوقع فيه الخراب والدمار وبقي مهملا وسمي بالدير الخربان.
عام 1875م جرت اعمال متوسطة لترميم وإعادة تأهيل للدير ليست بالحجم والشكل السابق.


كما وان الدير من الاماكن الأثرية المقدسة عند المسلمين أيضاً حيث وبعد معركة الطف في كربلاء سنة 61 هجرية (680-681م) وبعد استشهاد الإمام الحسين بن علي سُبي عائلته من كربلاء إلى الشام وكان الدير مار ايليا إحدى محطات استراحة القوافل، عند وصول القافلة بالقرب من الدير حطوا رحالهم هناك وكان رأس الحسين في مخلاة، فعندما علم به احد رهبان الدير، اخذ الرأس غسله وطيبه، وبيّته عنده ليلة واحدة، وقطرت من الرأس الشريف قطرة واحدة في المكان وعندها قام الراهب ببناء مشهد على هذه النقطة فتمت تسمية المكان بـ (مشهد النقطة الحسينية).


سنة 1924م أجرت البطريركية الكلدانية اعمال ترميم على الدير لكنه ترك واهمل وهجر بعد ان أدخل ضمن نطاق معسكر الغزلاني .
خلال العام 2010 م حصل ترميم جزئي للدير (كنيسة الدير، اسناد هيكل وجداران وسقف الكنيسة بهيكل حديدي) بأشراف القس جيفري وورتون ملحق الجيش الأميركي بعد ان حصلت اضرار بالبناء نتيجة انفجار دبابة قربه حيث قال القسيس جيفري: “لقد كان مكانًا مقدسًا. انحني جسديًا حرفيًا للدخول ، واذعانًا لواقع أن هناك شيئًا أعظم يحدث في الداخل”، وأضافت ايضاً السيدة سوزان بوت التي أمضت أكثر من عامين في ترميم دير القديس إيليا كمستشارة ثقافية لوزارة الخارجية الأمريكية في العراق “ما نخسره هو تذكير ملموس جداً بجذور الدين.”


تم تجريف أطلال الدير من قبل عصابات (د1عش) في سبتمبر 2014 ، حيث استخدمت جرافات ومعدات ثقيلة وربما متفجرات في تدمير تلك الجدران.
تصوير : حسين علاء.

عين_الاقليات

سنجاراق

سهليون

By admin

اترك رد