بقلم محسن الشبكي

روي حين الظُلم سنة ١٩٨٩ في جمهورية العراق / محافظة نينوى /مركز قضاء الموصل.
طِفلٌ شبكي بريء لا يعلم شيء عن الواقع، لا يعلم شيء عن التهجير و النفي و الإبادة و الاضطهاد للشبك، يغني بلغة قوميته ترنيمة (متل متل متيته، گاوی حسنوی کلیته) في داخل ازقة احياء الموصل الفقيرة ، فأنتبه له الجيران و اصدقائه، سئلوه : هل انتم شبك فرس مجوس؟
هل تعبدون الخميني و النار يا هذا؟
الطفل ضاحكاََ : من هوَ الخُميني؟ هذهِ ترنيمة ما قبل النوم ترنمها لي امي.


اكبرهم عمراََ بصوت خفيف : إذاً هذا الغبي شبكيٌ مجوسي.
و يمضي الطفل ضاحكاََ مغنياََ ترنيمة النوم الباعثة لروح السلام و الطمأنينة في نفسه، حتى قابله عمهُ المرهق من العمل بعد يوم شاق و هوه يتلهف للوسادة، فحينما سمعه عمه و هوه يرنم و يغني باللغة الشبكية كأنما فقد كل الدماء في جسمه اسرع إلى فمنه و اغلقه
قائلاََ : أيها الطفل الغبي البائس، هل تريد ان يسلب مالنا و تُنفى اسرتنا إلى المناطق النائية؟
هل تريد ان يُهدمَ بيتنا؟
هل تشتاق إلى المخيمات؟
خذ هذهِ الصفعة القوية كي تنسى كل شيء يتعلق بثقافتنا و لغتنا المضطهدة الفقيرة المستلبة.


يروي الطفل (صديقي حالياً) بلهجتهِ المصلاوية القحية التي ينقلب ألفها يائاََ قائلاََ : منذ ذلك اليوم البائس عندما صُفِعتُ هذهِ الصفعة علمتُ جيداً لماذا عمي كان خائفاََ إلى هذا الحد ، و لماذا صفعني عمي الذي كان يحبني جداً، و لماذا عندما سمعني تغير لونه، و لماذا سئلونيَ اصدقائي عن الخُميني و المجوس،و لماذا تركنا بيتنا و مزرعتنا و أرضنا في قريتنا و سكنا في عشوائيات الأحياء الفقيرة.


جواب كل ذلك انني انا #شبكي بلا وطن مضطهد…
لقد شوهوا هويتي و حرموني من ثقافتي لن أسامح اي شخص كان السبب في ذلك، لقد كرهتُ لغتي و حتى امي اصبحت ترنم لي قبل النوم : يلا تنام يلا تنام، لاذبحلك طير الحمام…

القصة أعلاه حقيقةً و هذا كان واحد من بين الآف القصص لأبناء قومية الشبك الذين ظلمهم نظام حزب البعث العربي الأشتراكي فكرههم بلغتهم و ثقافتهم إلى الآن.

By admin

اترك رد