نيوز & بوست _ عماد قصي
لا تزال الاكلات الشعبية الخاصة بالشبك تحتفظ بمكانتها على المائدة الشبكية، فالمطبخ الشبكي غني ومتنوع ويشكل جزءً لا يتجزأ من ثقافة المطبخ الموصلي بفعل الاتراح العريق للشبك في سهل نينوى والموصل.


الكثيرون من ابناء الشبك وخاصة كبار العمر يتمسكون باعداد اطباق مميزة لا يعرفها الاخرين مثل (#الكفت_دو) كون هذه الاكلات تذكرهم بالماضي الموروث من ابائهم واجدادهم.
وتوضح “حنين رحمن” وهي ناشطة شبكية ل”نيوز & بوست”، ان الاكلات الشبكية متنوعة وكثيرة وترتبط الكثير منها بوجود النباتات الطبيعية والمميزة في مناطق سهل نينوى فعلى الرغم من دخول الكثير من الاكلات العالمية الى المائدة الشبكية وخاصة بعد انتشار المطاعم الغربية والشرقية وكذلك الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر طرائق صناعة هذه الاكلات الا اني احاول ام حافظ كشبكية الى اليوم على الكثير من اكلاتنا الشعبية القديمة المتوارثة والتي توارثناها جيل بعد جيل لانها تمثل جزء من شخصيتي وهويتي القومية.
ويشارك والد حنين في الحوار، مضيفا انه لم يستطيع ترك الاكلات الشبكية بشكل خاص والمصلاوية بشكل عام او استبدالها بالاكل الغربي الذي تطغى عليه الوجبات السريعة، كون المطبخ الشبكي اكثر صحية كما ان بناته الاربعة وزوجته يحترفن الطبخ الشبكي والمصلاوي بنكهة شبكية مثل كبة الحامض واليخني الشبكي المميز.
وتشير “امال الشبكية” وهي ربة بيت خلال حديثها ل”نيوز & بوست”، الى انه تم نسيان اكلات شعبية كثيرة تكاد تنقرض ولا يعرفنها بنات اليوم ولم يأكلها شباب اليوم كونها كانت تعتمد على الاعشاب الطبيعية التي كانت تتواجد في مناطق سهل نينوى مثل اكلة #التولة فقد قلت هذه الاكلة بسبب زيادة عدد السكان وبناء البيوت في الاراضي الزراعية التي كانت تنمو فيها الحسائي التي تشكل المادة الرئيسية في هذه الطبخة.


اما “ابو احمد” الذي يبلغ من العمر 71 عاما فيذكر لنا، انه منذ طفولته كان يعشق الاكلات الشعبية الخاص بالشبك فهي صحية بمكوناتها الطبيعية ويقول ان يطلب من زوجته بشكل دائما تحضير اكلة “الكفت دو” وهي اكله معروفة عند الشبك كل اسبوع (حتى ولو على طباخ الغاز)، وهي اكلة تتكون من اللبن المحلي والجريش والبيض حيث كانت طريقة طهيها قديما تتم على الحطب عن طريق حرق الخشب مؤكدا ان طعمها
ويواصل ابو احمد استذكاره لتاريخ المطبخ في طفولته وشبابه قائلا ان بعض الاكلات ترتبط بالطقوس الدينية لدينا فاكلت الشيلان هي اكله نقوم بتحضيرها سنويا في شهر محرم وتتكون من الحبية (حبوب الحنطة الكاملة) والزبيب والتين وبعض المكونات الاخرى ونقوم بتوزيعها على كل سكان المنطقة من مختلف الاديان والقوميات والمذاهب ولا نستثني في التوزيع احد من مكونات سهل نينوى بل هم ينتضروننا في اوقات عاشوراء ليأكلوا منها فهي اكله شبيه بالهريسة ولكنها مميزة لدينا.


اما عن المطبخ الشبكي الحديث فتحدثنا “ايلان” التي تشارك اخيها “علي ” في العمل بمشروع مطعم صغير في سهل نينوى تقول ان كل المطبخ الموصلي لديه فرع شبكي، انا مثلا اعد شاورما على الطريقة الشبكية عن طريق مزج السماق مع لية الخروف في اللحم، وكذلك اعد القلية الشبكية التي تختلف عن القلية الموصلية باضافات توابل واعشاب اعتبرها سرا خاصا بي وكذلك الحال مع كبة الحامض التي اعدها بالسماق والسلام والخضروات الورقية، اما المعجنات والحلويات فطبق البرغل بالعسل والراشي اكتشاف شبكي خاص يجب ان يجربه العالم.
ومع ان جولتي في المطبخ الشبكي كانت دسمة الا انها اقتصرت على الكلام فقط كوننا في شهر رمضان لكن الرغبة في تذوق الاكلات القديمة والحديثة ستجبرني على العودة لتجربتها بعد العيد.

By admin

اترك رد