تاريخ يهود العراق يعود إلى آلاف السنين ويعتبر من أقدم وأغنى الفصول في تاريخ اليهودية. يمكن تقسيم هذا التاريخ إلى عدة مراحل رئيسية:
### العصور القديمة
1. النفي البابلي (586 ق.م):
– بعد تدمير الملك نبوخذ نصر الثاني لمملكة يهوذا وتدمير الهيكل الأول في القدس، تم نفي اليهود إلى بابل. هذا النفي أدى إلى تأسيس مجتمع يهودي كبير في بابل.
– خلال فترة النفي، ازدهرت الجالية اليهودية في بابل وأصبحت مركزًا ثقافيًا ودينيًا هامًا.
2. الفترة الفارسية (539-331 ق.م):
– بعد سقوط بابل أمام الفرس بقيادة كورش الكبير، سُمح لليهود بالعودة إلى يهوذا وإعادة بناء الهيكل الثاني. رغم ذلك، بقي العديد من اليهود في بابل واستمروا في العيش هناك.
### العصور الوسطى
3. الفترة الإسلامية:
– بعد الفتح الإسلامي لبابل في القرن السابع الميلادي، عاش اليهود في ظل الحكم الإسلامي وأسسوا مدارس دينية ومراكز تعليمية هامة مثل الأكاديميات في سورا وبومبديثا.
– خلال العصر العباسي (750-1258 م)، شهدت الجالية اليهودية فترة ازدهار ثقافي واقتصادي كبير. بغداد، عاصمة الخلافة العباسية، أصبحت مركزًا رئيسيًا للثقافة اليهودية.
4. العصور اللاحقة:
– تعرض اليهود خلال فترات الحكم المغولي والعثماني إلى فترات من الاستقرار وفترات من الاضطهاد، لكنهم استمروا في الحفاظ على ثقافتهم ودينهم.
### العصر الحديث
5. الفترة العثمانية المتأخرة (1534-1917):
– عاش اليهود في العراق في ظل الحكم العثماني واستفادوا من بعض الامتيازات، لكنهم أيضًا عانوا من الضرائب والقيود.
6. الانتداب البريطاني ومملكة العراق (1917-1958):
– بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية، وضع العراق تحت الانتداب البريطاني ثم أصبح مملكة مستقلة.
– في هذه الفترة، شهدت الجالية اليهودية في العراق انتعاشًا ثقافيًا واقتصاديًا. أسسوا مدارس وصحفًا وشاركوا في الحياة الاقتصادية والسياسية للبلاد.
7. العهد الجمهوري وتهجير اليهود (1958-1970):
– بعد تأسيس الجمهورية في العراق، بدأ الوضع السياسي يتغير بشكل جذري. تصاعد التوتر والعداء ضد اليهود بعد قيام دولة إسرائيل في 1948، مما أدى إلى تزايد الضغوط عليهم.
– في أوائل الخمسينات، تم تنفيذ حملة تهجير واسعة لليهود العراقيين إلى إسرائيل. ما بين 1949 و1951، هاجر حوالي 120,000 يهودي عراقي إلى إسرائيل في عملية “علي بابا”.
– بحلول السبعينات، كانت الجالية اليهودية في العراق قد تقلصت بشكل كبير جدًا.
### الوضع الحالي
اليوم، بقي عدد قليل جدًا من اليهود في العراق. الجالية اليهودية التي كانت ذات يوم مزدهرة ومؤثرة، أصبحت الآن تتكون من عدد ضئيل من الأفراد، معظمهم من كبار السن. ومع ذلك، يبقى تراث اليهود العراقيين محفوظًا من خلال الأدب والتاريخ والموسيقى والممارسات الدينية التي استمروا في نقلها لأجيالهم في الشتات، خاصة في إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.